لم تصل الأزمة الإقتصادية العقارية التي إجتاحت العالم مدن أوروبا الشمالية. مما أتاح الفرصة أمام المدن الأوروبية الشمالية لإتخاذ خطوات كبيرة نحو تطوير المناطق الحضرية، مع توظيف التكنولوجيا الحديثة المبتكرة لإنشاء مدن ملائمة أكثر للحياة، مع المحافظة على الناحية البيئية.
“ميبيم” هو حدث خاص للخبراء في القطاع العقاري العالمي لتحليل ودراسة الأوضاع في السوق العقارية. عقد هذا الحدث هذا العام في مدينة كان الفرنسية تحت عنوان “المدينة المستقبلية”. في هذا الصدد، وفي ضوء إمكانية تغيير المدن بطريقة حاسمة وبناءة، أخذ الخبراء في ميبيم العديد من الأمور بعين الإعتبار، ومنها التغييرات التي طرأت على المدن الكبيرة، وقيم وأسعار العقارات التي يمكن إعتبارها كإستثمارات حقيقية.
تقع لندن كالعادة على رأس القائمة في هذا التصنيف، إلى جانب مدينة باريس. تحظى المدينتان بشعبية كبيرة لشراء العقارات السكنية وغيرها. أغلب المشترين في المدينتان هما من الإيطاليين والروس. وتلي المدينتان العديد من المدن الحديثة مثل موسكو وإسطنبول، بالإضافة إلى موناكو وستوكهولم وبرلين وأمستردام، ويعود الفضل في إحتلال هذه المدن صدارة القائمة إلى التطور التكنولوجي. تستقطب المنازل الفاخرة في أمستردام بالتحديد العديد من المشترين، فالسوق في أمستردام نشيط وحيوي للغاية، على الرغم من أن السوق العالمي عانى لشهور عديدة من الأزمة، تصل اليوم أسعار المنازل في المدينة ما بين 2300 و 3750 يورو للمتر المربع الواحد.
تتسم العاصمة التركية بالعديد من الخصائص المميّزة، فموقعها ما بين الشرق والغرب يزيد من جاذبيتها. كما أنها تجتذب العديدين لنموها وتطورها السريع، كما أن سوق العقارات الفاخرة في إسطنبول يشتهر بخاصة بالمكاتب والمراكز التجارية. تليها إدنبرة، دبلن، أوسلو، وفرانكفورت. شهدت دبلن زيادة في أسعار الإيجارات مؤخراً والتي تعتبر الأعلى في أوروبا، وتنال إهتماماً فائقاً من قبل المستثمرين.
سجلت مدن أوروبا الشمالية أوسلو وستوكهولم نمواً كبيراً بفضل التطور التكنولوجي المبتكر، ويتميّز هذا التطور بالعناية الفائقة في البيئة والطبيعة. تعتبر العاصمة السويدية مثالاً يحتذى به في كفاءة نظام التدوير الذي يوفر طاقة، بالإضافة إلى نظام النقل والمواصلات التي تسير بشكل كبير بطريقة تحافظ على البيئة، سواء بالدراجات الهوائية أو بالمواصلات العامة. وإيطاليا، كما هو معروف ومتوقع، لا تدخل ضمن هذا التصنيف.